صدمة وحزن في عالم كرة القدم لوفاة ديوجو جوتا

تفاصيل الحادث المروع والردود الأولية

وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، 4 يوليو 2025، في بلدية ثيرناديا بمقاطعة ثامورا الإسبانية. وفقًا لبيان رسمي صادر عن الشرطة الإسبانية، فإن السيارة، وهي من طراز لامبورغيني، انحرفت عن الطريق واشتعلت فيها النيران بعد انفجار أحد الإطارات أثناء محاولة تجاوز. أدى الحادث إلى وفاة الراكبين على الفور. كان ديوجو جوتا يبلغ من العمر 28 عامًا.

على إثر هذه الفاجعة، قطع نجم ليفربول الآخر، محمد صلاح، إجازته في اليونان وعاد فورًا إلى إنجلترا تعبيرًا عن حزنه وتضامنه مع عائلة جوتا وزملائه في الفريق.

نعي وداع من رموز كرة القدم

عبر العديد من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم عن حزنهم وصدمتهم لرحيل جوتا وشقيقه. كان من أبرز هؤلاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي نعى الراحل بكلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: “هذا غير منطقي، لا أصدق… كنا معًا في المنتخب للتو والآن قد تزوجت. أتقدم بأحر التعازي لعائلتك وزوجتك وأولادك. وأعلم أنك ستكون معهم دائمًا. ديوجو وأندريه. سنفتقدكما جميعًا.” تعكس هذه الكلمات عمق العلاقة بين اللاعبين وصدمة رونالدو لوفاة زميله.

كما نعى المدرب الألماني يورغن كلوب، المدير الفني السابق لنادي ليفربول، وفاة ديوجو جوتا وشقيقه أندريه بكلمات مليئة بالأسى. نشر كلوب صورة له مع جوتا على حسابه الشخصي على إنستجرام وكتب: “هذه هي اللحظة التي أعاني فيها! لا بد أن يكون هناك هدف أكبر! ولكنني لا أستطيع رؤيته! أشعر بالحزن الشديد لسماع نبأ وفاة ديوجو وشقيقه أندريه. لم يكن ديوجو لاعبًا رائعًا فحسب، بل كان أيضًا صديقًا عظيمًا وزوجًا وأبًا محبًا ومهتمًا! سوف نفتقدك كثيرًا! كل صلواتي وأفكاري وقوتي لروت والأطفال والعائلة والأصدقاء وكل من أحبهم! ارقد بسلام – حبي.” كلمات كلوب تسلط الضوء على شخصية جوتا كإنسان قبل أن يكون لاعب كرة قدم، وتبرز مدى تأثيره الإيجابي على من حوله.

مسيرة حافلة بالإنجازات مع ليفربول

انضم ديوجو جوتا إلى صفوف نادي ليفربول في عام 2020 قادمًا من ولفرهامبتون واندررز، في صفقة بلغت قيمتها 44.7 مليون يورو. منذ وصوله، أثبت جوتا نفسه كلاعب محوري ومؤثر في تشكيلة الريدز. شارك مع الفريق في 182 مباراة، سجل خلالها 65 هدفًا، وقدم 26 تمريرة حاسمة. كانت أهدافه الحاسمة وتحركاته الذكية عاملًا أساسيًا في العديد من انتصارات ليفربول.

خلال فترة وجوده مع ليفربول، ساهم جوتا في تحقيق ثلاثة ألقاب كبرى للنادي. كان أبرزها الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024-2025، وهو إنجاز يبرهن على بصمته الواضحة في تاريخ النادي. بالإضافة إلى ذلك، توج بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة في موسم 2021-2022، مما يعكس دوره في تحقيق النجاحات المحلية.

محطات في مسيرة جوتا الكروية قبل ليفربول

قبل تألقه في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاض ديوجو جوتا مسيرة كروية متنوعة بدأت في بلاده البرتغال. قضى الدولي البرتغالي فترة قصيرة مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، الذي تعاقد معه في عام 2016 قادمًا من باكوس فيريرا البرتغالي مقابل 7 ملايين يورو. على الرغم من تسجيله هدفًا في مباراة ودية ضد كروتوني، إلا أنه لم يشارك في أي مباراة رسمية مع أتلتيكو مدريد.

في نفس الصيف، انتقل جوتا على سبيل الإعارة إلى نادي بورتو البرتغالي، حيث استعرض مهاراته وقدراته الهجومية. بعد ذلك، انتقل مرة أخرى على سبيل الإعارة إلى ولفرهامبتون واندررز في إنجلترا، قبل أن يتم انتقاله بشكل دائم إلى النادي الإنجليزي في عام 2018 مقابل 14 مليون يورو. مع ولفرهامبتون، برز جوتا كواحد من أفضل المهاجمين الشباب في الدوري الإنجليزي، مما لفت أنظار الأندية الكبرى وأدى في النهاية إلى انتقاله إلى ليفربول.

تعد وفاة ديوجو جوتا خسارة فادحة لعالم كرة القدم، ليس فقط بسبب موهبته الفذة كلاعب، ولكن أيضًا بسبب شخصيته المحبوبة وتأثيره الإيجابي على زملائه ومحبيه. ستظل ذكراه خالدة في قلوب مشجعي ليفربول والبرتغال وعشاق اللعبة حول العالم

بدأت مسيرة ديوجو جوتا الكروية في مسقط رأسه بمدينة بورتو، البرتغال، حيث لعب لنادي غوندومار من سن 9 إلى 17 عامًا. على الرغم من أن نادي بورتو الشهير لم يضمه في شبابه، إلا أن أكاديمية غوندومار سميت باسمه لاحقًا في عام 2022، تقديرًا لموهبته.

في عام 2013، انضم جوتا إلى فريق الشباب في باكوس فيريرا، وسرعان ما تم تصعيده للفريق الأول في بداية موسم 2014-2015. خاض أول مباراة له مع الفريق الأول في 19 أكتوبر 2014، وسجل أهدافه الأولى في الدوري البرتغالي الممتاز في 17 مايو 2015، ليصبح أصغر لاعب يسجل للنادي في دوري الدرجة الأولى. خلال فترته مع باكوس فيريرا، لعب 41 مباراة وسجل 14 هدفًا قبل أن يلفت أنظار الأندية الكبرى.

الانتقال إلى أتلتيكو مدريد والفترة القصيرة في بورتو

في عام 2016، انتقل جوتا إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 7 ملايين يورو. ورغم توقيعه عقدًا لمدة خمس سنوات، إلا أنه لم يخض أي مباراة رسمية مع الفريق الأول. بدلاً من ذلك، تمت إعارته على الفور إلى نادي بورتو البرتغالي في أغسطس 2016 لموسم واحد. هناك، تألق جوتا بشكل ملحوظ، حيث سجل 8 أهداف في 27 مباراة بالدوري البرتغالي الممتاز خلال موسم 2016-2017، كما سجل هاتريك في مباراة واحدة ضد ناسيونال، وشارك في دوري أبطال أوروبا مسجلًا أول أهدافه في المسابقة.

التألق مع ولفرهامبتون واندررز

بعد انتهاء إعارته مع بورتو، انتقل جوتا مرة أخرى على سبيل الإعارة، ولكن هذه المرة إلى إنجلترا لينضم إلى ولفرهامبتون واندررز في يوليو 2017، الذي كان ينافس آنذاك في دوري البطولة الإنجليزية (التشامبيونشيب). كان لهذا الانتقال تأثير كبير على مسيرة جوتا. لعب دورًا حاسمًا في صعود ولفرهامبتون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سجل 17 هدفًا في 44 مباراة خلال موسم 2017-2018.

بعد هذا الأداء المبهر، قام ولفرهامبتون بتحويل إعارته إلى انتقال دائم في يوليو 2018 مقابل 14 مليون يورو. استمر جوتا في التألق مع “الذئاب” في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سجل 16 هدفًا في 67 مباراة بالدوري خلال موسمين، وساعد الفريق في الوصول إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي في موسم 2019-2020. في المجمل، خاض 131 مباراة مع ولفرهامبتون وسجل 44 هدفًا.

ذروة المسيرة مع ليفربول

في سبتمبر 2020، وصل ديوجو جوتا إلى قمة مسيرته الكروية بانتقاله إلى ليفربول مقابل 44.7 مليون يورو. أصبح جوتا سريعًا لاعبًا أساسيًا في تشكيلة المدرب يورغن كلوب، بفضل قدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية وذكائه التكتيكي.

خلال فترته مع ليفربول، شارك جوتا في 182 مباراة عبر جميع المسابقات، سجل فيها 65 هدفًا وقدم 26 تمريرة حاسمة. أبرز إنجازاته مع الريدز تشمل:

• الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024-2025.
• التتويج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي في موسم 2021-2022.
• الفوز بلقب كأس الرابطة الإنجليزية مرتين، في موسمي 2021-2022 و 2023-2024.

على الصعيد الدولي، مثل جوتا منتخب البرتغال في 49 مباراة وسجل 14 هدفًا. كان جزءًا من الجيل الجديد من المواهب البرتغالية وساهم في نجاحات المنتخب، بما في ذلك الفوز بلقب دوري الأمم الأوروبية في عام 2019 ومرة أخرى في عام 2025.

بشكل عام، خاض ديوجو جوتا ما مجموعه 448 مباراة على مستوى الأندية الاحترافية، وسجل 150 هدفًا وقدم 77 تمريرة حاسمة، مما يبرز مسيرة كروية حافلة بالإنجازات على الرغم من نهايتها المأساوية في سن 28 عامًا….المزيد